الخطبة الثانية
الخطبة الثانية
  
  الحمد لله المتفضلِ بالإحسانِ الذي هدانا للإيمانِ وجعل ديننَا من خيرِ الأديانِ وأوجبَ علينا التمسكَ به في كلِّ زمانٍ ومكانٍ نحمدُه حمدُ عبدٍ معترفٍ بفضلِه مقرٍ بنعمتِه.
  ونشهد ألا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، له ولا شبيهَ ولا مثيلَ ليس كمثلِه شيءٌ وهو السميعُ البصير، ونشهدُ بأن محمداً عبدُه ورسولُه وخيرتُه من خلقِه أرسلَه اللهُ رحمةً للعالمين وحجةً على الظالمين صلى الله عليه وعلى آله الأنجبين من يومِنا هذا إلى يوم الدين.
  أما بعد:
  عبد الله: حاول أن تترقبَ يومَ الجمعةِ من كلِّ أسبوعٍ، ولا تنسى بأنه يومُ عيدٍ ويومِ فرحةٍ وأنه كفارةٌ للأسبوعِ، تُمحى فيه الخطايا وتُغفر فيه الذنوبُ، فأحسِنْ استقبالَه من غروبِ يومِ الخميسِ، وأجهد نفسَك ما استطعت في قيامِ الليلِ بالصلاةِ والدعاءِ والاستغفارِ والإكثارِ من الصلاةِ على محمدٍ وآله فإنه يومٌ تُضاعفُ فيه الأعمالُ، وتُبارك فيه الأجورُ وتُغفر فيه الذنوبُ، فإذا أصبحَ الصباحُ فأجهد نفسَك بالتزينِ لهذا اليومِ تعظيماً لشأنِه وإجلالاً لحرمتِه، بالغ في تنظيفِ بدنَك بالحلقِ والتقصيرِ وتقليمِ الأظافرِ والاغتسالِ والسواكِ، والبس أفضلَ ما تملكُ من الثيابِ واستعمل أفضلَ ما عندَك من العطورِ والطيبِ، وبكر إلى الجامعِ واسع إليه في سكينةٍ وهدوءٍ بلا تكبرٍ ولا خيلاء تنال من الله الفوزَ والنجاحَ، فقد قال ÷: «من اغتسلَ يومَ الجمعةِ ثم مسَّ من طيبِ أهلِه ولبس أحسنَ ما عندَه وأنصت للإمامِ غُفِرَ له ما بين الجمعتين».
  عبادَ الله: إن في التبكيرِ بالخروجِ إلى المسجدِ فضلاً كبيراً وكلما تقدم المصلي كان ذلك له أفضلَ فقد ورد عن النبي ÷ أنه قال: «من راحَ في الجمعةِ في