سبائك الذهب في المواعظ والخطب،

أحمد أحسن شملان (معاصر)

الخطبة الثانية

صفحة 243 - الجزء 1

  إن كلَّ واحدٍ من الناسِ لا يرضى أن يكونَ مُنَعَّماً في الجنةِ وأولادُه معذبين في النار. إننا نجزمُ أن الشخصَ لو رأى النارَ في الدنيا تأكلُ ولدَه أو قريبَه لسعى بكلِّ جهدِه في دفعِها عنه، أفلا يعقلُ ويتنبه وهو يرى ولدَه يسعى في المعاصي التي هي أسبابُ دخولِ النارِ ثم لا يبالي بذلك، مع أن إهمالَه يوجبُ أن يُعذّبَ عليه لأنه عاصٍ لله حيث لم يقهم النارَ كما قال سبحانه: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}.

  فاتقوا الله أيها المسلمون وأدوا أمانةَ اللهِ التي حُملتموها فقد قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ}.

  وفقني اللهُ وإياكم لأداءِ الأمانةِ وحمانا جميعاً من الإضاعةِ والخيانةِ وغفرَ لنا ولوالدينا ولجميعِ المسلمين إنه هو الغفورُ الرحيم.

  اللهم اجعلنا ممن حَفِظَ الأمانةَ وأوفى بالعهدِ واجعلنا من الراشدين آمين ربَّ العالمين.

  عبادَ الله: إن الله أمرَكم بأمرٍ بدأَ فيه بنفسِه وثنى بملائكتِه المسبِحةِ بقدسه وثَلَّثَ بكم أيها المؤمنون من جِنِّهِ وأنسِه قال عزَّ من قائلٍ كريم: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}.

  اللهم فصل وسلم وبارك وترحم على عبدِكِ ونبيِكِ وخيرتِكَ من خلقِكَ وصفوتِكَ من بريتِكَ أبي الطيبِ والطاهرِ والقاسمِ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ المطلبِ بنِ هاشمٍ وبلغ روحَه منا في هذه الساعةِ الطيبةِ المباركةِ أبلغَ الصلواتِ وأتمَّ التسليمِ برحمتِك يا كريم.

  وصل اللهم على أخيه ووصيه وبابِ مدينة علمِه اشجعِ طاعنٍ وضاربٍ مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.