سبائك الذهب في المواعظ والخطب،

أحمد أحسن شملان (معاصر)

الخطبة الأولى

صفحة 285 - الجزء 1

  وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ}.

  فكلُّ حياةٍ مهما طابَ نعيمُها، وصفاء أديمُها، ورقَّ نسيمُها، وبعدَها موتٌ وفناءٌ فليست بدارِ راحةٍ، ولا ينبغي لعاقلٍ أن يطمئنَّ إليها أو أن يركنَ إلى غرورِها وزخرفِها.

  قال تعالى: {وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ} ولنجعل من أنفسِنا ضيوفاً وعابري سبيلٍ في هذه الحياةِ، كما علمنا المربي الفاضلُ محمدُ بنُ عبدِ الله ~ وعلى آلِه، وأن نشكرَ ما أُعْطِيناه ونصبرَ على ما حُرِمْنَاه، وللهِ عاقبةُ الأمورِ وإليه النشورُ، فبئس عبدٌ ركنَ إلى الدنيا واطمأنَّ إليها، والتذَّ بعيشِها ونامَ قريرَ العينِ ناعمَ البالِ ناسياً لآخرتِه، بئس العبدُ عبداً سهى ولهى ونسيَ المبدأَ والمنتهى، بئسَ العبدُ عبداً طغى وبغى ونسيَ العليَّ الأعلى، وورائَه ما ورائَه من مصائبَ وأهوالٍ، وأولها الموت المحكوم به على الرقاب والذي قد خبئ في رحم الغيب لا يعلم وقت مخاضه إلا الله {إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}.

  بارك الله لي ولكم في القران العظيم ونفعنا وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما سمعتم وأستغفر الله العلي العظيم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

  * * * * *