سبائك الذهب في المواعظ والخطب،

أحمد أحسن شملان (معاصر)

الخطبة الثانية

صفحة 12 - الجزء 2

  عبادَ الله:

  إِنَّ الحياةَ الحقيقيةَ والعيشَ الآمِنَ يَتَمثَّلُ في العودَةِ إِلى دُستورِ اللهِ والعملِ بأحكامِه، فهوَ السبيلُ الوحيدُ لِإخراجِ الناسِ مِن حياةِ البؤسِ والشقاءِ والهَمِّ والقلقِ الذي خَيَّم على الناسِ.

  عبادَ الله:

  إِنَّ رِضَا النَّفسِ وَسَعادَتَها هي في رِضا اللهِ، ورضَا اللهِ هو في تَطبيقِ أوامرِه والانتهاءِ عن نواهيهِ، فإذا قامتْ النفسُ بِواجبِها نحو رَبِّها رَضِي عنها فَاطْمَأَنَّتْ وسَكنَتْ وغَمرَتْها السعادةُ والرِّضَا، وغَشِيتْها الرّحمةُ وصارَتْ مِمّن ¤ ورَضُوا عنه وقِيلَ لها عِند احتضارِها: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي}.

  اللهم أنت خلقتَ أنفسَنا وأنت تَتولَّاها، أنت وَليُّها ومَولاها، وبِيدِكَ مَسْرَاها ومجرَاها، وإِليك مَردُّها ومَثْواها.

  فَزَكِّها أَنْتَ خيرُ مَنْ زَكَّاها، فَزكِّها أنتَ خيرُ مَن زكَّاها، ونعوذُ بكَ مِن صاحبٍِ يُغويها أوْ هَوىً يُرديها، أوْ رِزْقٍ يُنسِيها، أنت مُمِيتُها ومُحِييها، وأنت مَلجأُنا، وإليك مَرجعُنا، وأنت على كل شيءٍ قدير.

  عبادَ الله:

  أَكثرِوا في هذا اليومِ وأمثالهِ مِن الصلاةِ والسلامِ على نبيكم الكريمِ امتثالاً لِأمرِ اللهِ القائلِ: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} اللهمَّ فَصَلِّ وَسلِّمْ وباركْ وترحَّمْ على أبي الطّيبِ والطَّاهرِ والقاسمِ نَبيِّ الهدى، وأَمينِ اللهِ على وَحيهِ محمدِ بنِ عبدِ الله بنِ عبدِ المطلب بنِ هاشم، وصَلِّ اللهمَّ على أخيه وابنِِ عمِّهِ إمامِ المشارقِ والمغاربِ أميرِ المؤمنين عليِّ بنِ أبي طالب، وَصَلِّ اللهمَّ على زوجتهِ الحوراءِ سيدةِ نساءِ الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء.