سبائك الذهب في المواعظ والخطب،

أحمد أحسن شملان (معاصر)

الخطبة الثانية

صفحة 59 - الجزء 2

  لِذكرِ اللهِ، وَالدُّعاءِ؛ لِقوله تعالى: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ ٧ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ٨}⁣[الشرح]، وَلِقَولِه تَعَالَى: {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِكُمْ}⁣[سورة النساء ١٠٣]، وقوله ÷: «مَنْ قَعَدَ فِي مُصَلَّاهُ الَّذِي صَلَّى فِيهِ الْفَجْرَ يَذكرُ اللهَ إِلى أنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ كَانَ لَه كَحَاجِّ بَيْتِ الله».

  وَكَذَا بَعْدَ الحَجِّ، وَحَالَ قَضَاءِ المنَاسِكِ يَأَمُرُنَا اللهُ بِالذِّكْرِ لَه، قال تعالى: {فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ}⁣[البقرة ١٩٨]، {فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً}⁣[البقرة ٢٠٠]. وَأَيْضاً فِيْ يَومِ الجُمُعَةِ نَحْنُ مُطَالَبُونَ بِذِكْرِ اللهِ، وَخَاصَّةً بَعْدَ الصَّلاةِ، قال تعالى: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}⁣[الجمعة ١٠]، فَقَدْ جَعَلَ اللهُ السَّبَبَ فِي الْفَلَاحِ هُو فِي الإِكثارِ مِن ذِكْرِه.

  عِبادَ اللهِ:

  ومن فوائد الذكر حفظ النفس من المصائب، فبالإسناد الصحيح عن زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي $ أن النبي ÷ قال: «من قال: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله في اليوم مائة مرة دفع الله عنه سبعين نوعًا من البلاء أدناها القتل».

  إِنَّ الْحَيَاةَ الْحَقِيْقِيَّةَ هِيَ حَيَاةُ الْقَلْبِ، وَلَا حَيَاةَ لِلْقَلبِ إِلَّا بِذِكْرِ اللهِ؛ وَلِهَذا يَقُولُ النَّبيُّ ÷: «مثلُ الذي يذكرُ ربَّهُ والذي لا يذكُرُهُ مثل الحيِّ والميتِ».

  فَهْلْ تَرْضَى - عَبْدَ اللهِ - أَنْ تَكُونَ فِي زُمْرَةِ الأَمْوَاتِ بِسَبَبِ الْغَفْلَةِ عَنْ ذِكْرِ اللهِ؟

  أَيْنَ الْمُتَضَايِقُونَ مِن الْحَياةِ؟ أَيْنَ الشَّاكُوْنَ مِن عُقُوقِ أَبْنَائِهم؟ أَيْنَ أَصْحَابُ الْأَمْراضِ النَّفْسِيةِ وَالْعَصَبِيّةِ.

  أَيْنَ مَرْضَى الْقُلُوبِ، وَالّذِينَ يُعَانُونَ مِن الْقَلَقِ وَالْاكْتِئَابِ، وَالْهَمِّ وَالْغَمِّ؟