سبائك الذهب في المواعظ والخطب،

أحمد أحسن شملان (معاصر)

الخطبة الأولى

صفحة 76 - الجزء 2

  عَنَّا حَامِلاً مَعَهُ الخيرَ وَالبركاتِ، رَحلَ سَيّدُ الشُّهورِ، وَانْطَوتْ مَعهُ مَلامحُ الخيرِ والبُشُورِ، رَحَلَ عَنَّا ضَيفاً عَزِيزاً، العيونُ عليه بَاكيةٌ، والقلوبُ عليه مَحزُونةٌ، أَوْحَشَنَا فِراقُهُ، وَآلَمَنا انْصِرَافُه، وَنَحنُ مُوَدِّعُوهُ وَدَاعَ مَنْ عَزَّ فِراقُه عَلَيْنا، وَغَمَّنَا وَأَوْحَشَنَا أْنْصِرَافُه عَنَّا.

  فَنَحْنُ قَاِئلونَ:

  السَّلامُ عَلَيْكَ مِنَّا يَا شَهرَ اللهِ الْأَكْبَرِ، ويا عِيدَ أَوْلِيائِه، السَّلامُ عَليَكَ أَكَرَمَ مصحوبٍ مِنَ الأوقاتِ، ويَا خَيْرَ شَهرٍ فِي الأَيامِ والسَّاعاتِ.

  السَّلامُ عليكَ مِن شَهرٍ رَقّتْ فِيه القلوبُ، وَقَلَّتْ فيه الذنوبُ، السَّلامُ عليك مِن ناصرٍ أَعانَ عَلَى الشَّيطانِ، وَصاحبٍ سَهَّل طُرُقَ الإِحسانِ.

  السَّلامُ عليك مِن ضَيفٍ جَلَّ قَدْرُه مَوْجُوداً، وَأَفْجَعَ رَحِيلُه مَفْقُوداً، آنَسَنا إِقبالُه، وَأبْكانا وَداعُه.

  السَّلامُ عَليك مَا كانَ أَطَوَلَكَ عَلَى الْمُجْرِمِينَ، وَأَهْيَبَكَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيكَ كَمَا وَفَدتَّ عَليْنا بِالبركاتِ، وَغَسَلْتَ عَنَّا دَنسَ الخطِيئاتِ، السَّلامُ عليك وعَلَى فَضلِك الذي حُرِمْنَاه، وَعَلى فَيضٍ مِن بَركَاتِكَ سُلْبْنَاه.

  نَسْألُ اللهَ الْكَريمَ بِجودِهِ وكَرَمِهِ أَنْ يَجْبُرَ مُصيبَتَنا فِي شَهرِنا، وأَنْ يُبَارِكَ لَنَا فِي يومِ عِيدِنا وَفِطْرِنَا، وَأَنْ يَجْعَلَه مِنْ خَيرِ يومٍ مَرَّ عَلينا، وأَنْ يُعَظِّمَ أجْرَنا فِي شَهرِنا، وإِنَّا لله وإِنَّا إِليه رَاجعون.

  عِبادَ اللهِ:

  هَذا هو يَومُ عيدِكُم، ويَومُ فِطرِكُم، ويَومُ فَرْحَتِكُم وَبَهَجَتِكُم، هَذا عِيدُ الْفَائِزِيْنَ بِرِضْوَانِ اللهِ، هَذا عِيدُ مَنْ صَدرَ فِي حَقِّهِ حُكْمُ الْبَرَاءَةِ وَالْعِتْقِ مِن النارِ مِنْ مَحْكَمَةِ الْعَدْلِ الْكُبْرَى.

  فَهَنِيْئاً ثُمَّ هَنِيْئاً لِمَنْ نَالَ الرِّضْوَانَ، وَكُتِبَ فِي دِيوانِ أَصْحَابِ الجِنَانِ، ونَالَ الْجَائِزَةَ مِن الرحمنِ.