سبائك الذهب في المواعظ والخطب،

أحمد أحسن شملان (معاصر)

الخطبة الثانية

صفحة 37 - الجزء 1

  أليست الغيبةُ والنميمةُ والنظرُ إلى ما حرَّمَ اللهُ، والهتكُ للأعراضِ، والغناءُ والفسوقُ، مِنْ التعدي لحدودِ اللهِ، والتمادي في الباطلِ؟

  إن اللهَ قد ذمَّ في كتابِه - الكلامَ المباحَ الذي لا فائدةَ ولا طائلَ من ورائِه حيثُ قالَ تعالى: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ}، وذمه الرسول ÷ في قوله: «مَن كان يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخر فليُقل خيراً أو ليصمت» فإذا كان هذا حكمَ اللهِ ورسولِه في الكلامِ المباحِ فما بالك بما فيه المساسُ بمشاعرِ الآخرين والنيلُ مِن أعراضِهم والهتكُ لحرماتِهم؟

  عبادَ الله: لا نكنْ من الخاسرين الذين نبأنا اللهُ مِن أخبارِهم بقولِه: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَاءِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً}.

  عبادَ الله: إن يومَكم هذا يومٌ مبارك ميمونٌ فَضَّله الله على سائرِ الأيامِ والشهورِ، وجعلَه يومَ عيدٍ للمسلمين فأكثروا فيه من الصلاةِ على نبيِّكم الكريمِ امتثالاً لأمرِ ربكم حيث قال: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}.

  اللهم فصلِّ وسلمْ وباركْ وترحمْ على عبدِك ونبيِّك وخيرتِك مِن خلقِك وصفوتِك من بريتِك أبي الطيبِ والطاهرِ والقاسمِ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عبدٍ المطلبِ بنِ هاشمٍ، وبَلِّغْ روحَه مِنَّا في هذه الساعةِ الطيبةِ المباركةِ أبلغَ الصلواتِ وأتمَّ التسليمِ برحمتِك يا كريمُ.

  وصل اللهم على أخيهِ ووصيهِ وبابِ مدينةِ علمِه أشجعِ طاعنٍ وضاربٍ مولانا أميرِ المؤمنينَ علي بنِ أبي طالبٍ.

  وصل اللهم على زوجتِه الحوراءِ سيدةِ النساءِ وخامسةِ أهلِ الكساءِ فاطمةَ البتولِ الزهراءِ.