سبائك الذهب في المواعظ والخطب،

أحمد أحسن شملان (معاصر)

الخطبة الأولى

صفحة 196 - الجزء 2

  هم اليومَ يبكون ويصرخون جزاءً بما كسبوا نكالاً من اللهِ وذلك قولُ اللهِ: {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ ٢٩ وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ ٣٠ وَإِذَا انقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُوا فَكِهِينَ ٣١ وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاء لَضَالُّونَ ٣٢ وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ} هذا كلُّهُ كان بالأمسِ فأما اليومَ فقدِ انعكسَ الحالُ وتغيرَ الوضعُ {فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ ٣٤ عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ ٣٥ هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} هل جوزي الكفار بفعلِهم ولاقَوا جزاءَ عملِهم وظلمِهم، {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ}

  نسألُ اللهَ العظيمَ الجليلَ أن يحسنَ عاقبتَنا وخاتمتَنا في الأمورِ كلِّها، وألا يتوفانا إلا وهو راضٍ عنا، وأن يجعلنا من الفائزين المستبشرين برضوانِهِ وجنانِهِ، إنه وليُّ ذلك وهو حسبُنا ونعم الوكيلُ.

  أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيمِ {قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّينَ ۝ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ ۝ قَالَ اخْسَأُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ ۝ إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ ۝ فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ ۝ إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ} باركَ اللهُ لي ولكم في القرآنِ العظيمِ، ونفعَنا وإياكم بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيمِ، إنه تعالى جوادٌ ملكٌ بَرٌّ رؤوفٌ رحيمٌ، فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيمُ.