الخطبة الثانية
  أيُّها المؤمنونَ مِن جِنِّهِ وإنسِهِ حيثُ قالَ عزَّ مِن قائلٍ كريمٍ: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}
  اللهم فصَلِّ وسلِّمْ وباركْ وترحمْ على عبدِكَ ونبيِّكَ وخيرتِكَ مِن خَلقِكَ وصفوتِكَ مِن بَرِيَّتِكَ أبي الطيبِ والطاهرِ والقاسمِ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ المطلبِ بنِ هاشمٍ، وبلِّغْ رُوحَهُ مِنَّا في هذِهِ الساعةِ الطيبةِ المباركةِ أبلغَ الصلواتِ وأتمَّ التسليمِ برحمتِكَ يا كريمُ، واجعلْهُ لنا شفيعًا يومَ الهولِ الأكبرِ من النارِ، يا رحيمُ يا غفارُ.
  وصَلِّ اللهمَّ على أخيهِ ووصيِّهِ وبابِ مدينةِ علمِهِ أشجعِ طاعنٍ وضاربٍ مولانا أميرِ المؤمنين عليِّ بنِ أبي طالبٍ.
  وصلِّ اللهمَّ على زوجتِهِ الحوراءِ سيدةِ النساءِ وخامسةِ أهلِ الكساءِ فاطمةَ البتولِ الزهراءِ.
  وعلى ولديهما الإمامينِ السيدينِ الشهيدينِ والقمرينِ النيرينِ أبي محمدٍ الحسنِ وأبي عبدِ اللهِ الحسينِ.
  وصلِّ اللهمَّ على مولانا الوليِّ ابنِ الوليِّ صاحبِ المذهبِ الشريفِ والمنهجِ الجليِّ الإمام زيدِ بنِ علي.
  وعلى الفاتحِ لِمَا انْغَلَقَ مُعْلِنِ الحقَّ بالحقِّ، المجددِ لدينِ اللهِ والمحيي لما ماتَ من الفرائضِ والسننِ، الهادي إلى الحقِّ القويمِ يحيى بنِ الحسينِ بنِ القاسمِ بنِ إبراهيمَ.
  وعلى سائرِ أهلِ بيتِ نبيِّكَ المطهرينَ دعاةً منهم ومقتصدينَ.
  وارضَ اللهمَّ عن صحابَةِ نبيِّكَ الراشدينَ مِن صفوةِ المهاجرين والأنصارِ، والتابعينَ وتابعي التابعينَ لهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، وارضَ عَنَّا معهم بفضلِكَ ومَنِّكَ يا أرحمَ الراحمينَ. اللهمَّ إنَّا نسألُكَ مِن مقامِنا هذا وفي ساعتِنا هذِهِ أنْ ترحمَنا رحمةً تُغنينا بها عمن سواكَ وتفتحُ لنا بها أبوابَ رضوانِك وتغمُرَنا بفيضِ إنعامِكَ، اللهمَّ لا تَدَعْ لنا في مقامِنا هذا ذنبًا إلا غفرتَهُ ولا هَمَّا إلا فرجْتَهُ ولا دينًا