الخطبة الثانية
  إلا قضيتَهُ ولا عسرًا إلا يسرتَهُ. ولا ضَالًّا إلا هديتَهُ ولا مظلومًا إلا أعنْتَهُ ونصرتَهُ ولا ظالِمًا إلا أهلكتَهُ وقصمتَهُ. ولا طفلًا صغيرًا إلا هديتَهُ وربَّيْتَهُ ولا مريضًا مؤمنًا إلا شفيتَهُ وعافيتَهُ.
  اللهمَّ انصرِ الإسلامَ والمسلمينَ، وأَلِّفْ بينَ قلوبِهم واجمعْ شملَهُم ووحِّدْ صفَّهم وأعلِ رايتَهم وأيِّدْهُم بنصرِكَ وأنزِلْ عليهم السكينةَ، وأثِبْهُم فتحًا قريبًا يا أرحمَ الراحمينَ.
  اللهمَّ وأهلكِ الكفرةَ والملحدينَ والمفرقينَ بينَ المسلمينَ، وأنزلْ عليهم بطشَكَ الذي لا يُرَدُّ عن القومِ الظالمينَ.
  اللهمَّ ارزقْنا اليقينَ واحشُرْنا مع المتقينَ غيرَ خزايا ولا مفتونينَ.
  اللهمَّ هَوِّنْ علينا سكراتِ الموتِ وما بعدَ الموتِ، وما هوَ أشدُّ وأعظمُ وأدهى وأمرُّ من الموتِ، وارحمنا في يومِ أوَّلُهُ فزعٌ وأوسَطُهُ جزعٌ وآخرُهُ وجعٌ يا ربَّ العالمينَ.
  اللهمَّ ارحمنا إذا تضمنَتْنا بطونُ لحودنا، اللهم ارحمنا إذا جئناكَ حفاةً عراةً، مغبرةً من ثرى الأجداثِ رؤوسُنا، وشاحبةً من ترابِ الملاحيدِ وجوهُنا، وذابلةً من شدةِ العطشِ شفاهُنا، وجائعةً لطولِ المقامِ بطونُنا، وشاخصةً من أفزاعِ القيامةِ أبصارُنا، وموقرةً من ثقلِ الأوزارِ ظهورُنا، ومشغولين بما قد دهانا عن أهالينا وأولادِنا فلا تُضعِّفِ المصائبَ علينا بإعراضِ وجهِك الكريمِ عنَّا وارحمنا وأنتَ خيرُ الراحمينَ، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين.
  عباد الله:
  {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}
  فاذكروا اللهَ العظيمَ الجليلَ يذكرْكُم، واشكروهُ على نعمِهِ يزدْكُم، ولَذِكْرُ اللهِ أكبرُ واللهُ يعلمُ ما تصنعون.