سبائك الذهب في المواعظ والخطب،

أحمد أحسن شملان (معاصر)

الخطبة الأولى

صفحة 216 - الجزء 2

الخطبة الأولى

عذاب النار

  

  اللهمَّ لكَ الحمدُ يا رافعَ السماواتِ بغيرِ عمدٍ، ولكَ الحمدُ يا باسطَ الأرضِينَ وأنتَ اللهُ الواحدُ الفردُ الصمدُ، غمرتَ عبادَكَ بمزيدِ نعمِكَ ومترادِفِ جودِكَ وكرمِكَ، أحسنتَ إلينا بإحسانِكَ وأنعمتَ علينا بإنعامِكَ، ومَنْشَأَهُ مجردُ فضلِكَ، فسبحانَكَ لا إلهَ إلا أنتَ وحدَكَ لا شريكَ لكَ، تعالتْ صفاتُكَ عن الشبيهِ والمثالِ، وتنزَّهَتْ أفعالُكَ عن كلِّ نقصٍ، لا رادَّ لأمرِكَ ولا وصولَ لقدرِكَ، بحقِّ قدرِكَ نَسْتَمْطِرُكَ يا إلهي غيثَ صلواتِكَ الناميةِ، وتسليماتِكَ الباهرةِ الباقيةِ، وتبريكاتِكَ اليانعةِ الباهيةِ، على نبيِّنَا خيرِ نبيٍّ في الوجودِ مَنْ صَدَعَ مِنْ نورِهِ كلُّ موجودٍ محمدٍ المصطفى مِنْ خيرِ العالمينَ نسباً، وأرفعِهم قدراً وأشرفِهم حسبًا الذي حطَّمَ بحسمِهِ وعزمِهِ جيشَ الجهالةِ، ومَزَّقَ ودَمَّرَ بدينِهِ شملَ الضلالةِ وعلى آلِهِ مظاهيرِ الحكمِ ونجومِ الأرضِ ومصادرِ الهممِ الذين أمرَ اللهُ بمودَّتِهم واختصَّهم للمباهلةِ بهم، وأنزل آيةَ التطهيرِ بسببِهم، وبشَّرَ محبِّيهم بالكونِ مع النبيِّ يومَ القيامةِ، والفوزِ بجنةِ عرضُها السماءُ والأرضُ، والنجاةِ يومَ الطامةِ، صلاةً دائمةً ناميةً مِن يومِنا هذا إلى يومِ الدينِ، أما بعد:

  {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ ٣٣ إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ}.