سبائك الذهب في المواعظ والخطب،

أحمد أحسن شملان (معاصر)

الخطبة الأولى

صفحة 371 - الجزء 2

  العترةِ النبويةِ الطاهرةِ، شبَّ على العفةِ والفضلِ والزهادةِ، وعلى الطاعةِ والعبادةِ، عكفَ على العلمِ والتعلمِ على يدِ والدِهِ زينِ العابدين وأخيه محمدٍ الباقرِ $.

  قطعَ عمرَهُ منذُ نعومةِ أظفارِهِ في الطاعةِ والعبادةِ، لم يخالطِ الفسادَ والإجرامَ، ولم يدنسْ عرضَهُ بالذنوبِ والآثامِ، قالَ يومًا لأحدِ أصحابِهِ: (يا أبا قرةَ، والذي يعلمُ ما تحتَ وريدِ زيدِ بنِ علي أن زيدَ بنَ علي لم ينتهكْ للهِ محرمًا منذ عرفَ يمينَهُ من شمالِهِ) وقالَ سلامُ اللهِ عليه: (واللهِ ما كذبتُ كذبةً منذ عرفتُ يميني من شمالي، ولا انتهكتْ محرماً منذ عرفتُ أن اللهَ يؤاخذُ به).

  ما زال مذ عقدت يداه إزاره ... لم يدري كذبًا في المقال ولا افترى

  حتى تكامل فيه كل فضيلة ... وغدا بأفق المجد بدرًا نيِّرا

  اللهُ أكبرُ

  ما أطهرَها مِن نفوسٍ، وما أنقاها من قلوبٍ، حقًّا إنها أخلاقُ أبناءِ الأنبياءِ تناقلَتْها أصلابُ الرجالِ، وحقيقٌ لمن كان أبوه زينُ العابدين، وسيدُ الساجدين وجدُّهُ رسولُ اللهِ أن ينشأَ نشأةَ آبائِهِ، وأن يسيرَ على نهجِهم، ولا غرابةَ فالفرعُ من تلك الشجرةِ {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ}

  حقًّا {وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ}.

  عبادَ الله:

  هذا هو زيدُ بنُ عليٍّ # إمامُنا ورمزُ مذهبِنا، هذا هو قدوتُنا معشرَ الزيديةِ، ومن إليه ننتسب.

  أفقه أهل زمانه وأعلمهم وأتقاهم وأحلمهم، وأشجعهم وأوفاهم وأكرمهم