الخطبة الثانية
  نهرِ الفراتِ {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُوا نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}
  فتجمعَ الرمادُ بين ماءِ النهرِ كهالةِ القمرِ يشعُّ نوراً يُرى للعيانِ.
  فسلامُ اللهِ عليه يومَ ولدَ ويومَ استشهدَ ويومَ يبعثُ حيًّا، وسلامُ اللهِ على أصحابِهِ وشيعتِهِ ومحبيه من يومِنا هذا إلى يومِ الدينِ.
  عبادَ الله:
  هذا هو تاريخُ بني أميةَ، وهذه سنةُ الأمويين وسيرةُ أولِهم وآخرِهم وأخلاقُ أبناءِ الطلقاءِ، هؤلاءِ ذريةُ آكلةِ الأكبادِ أبناءُ معاويةَ بنِ أبي سفيانٍ الذي قالَ عنه ÷: «إذا رأيتم معاويةَ على منبري فاقتلوه»، وقوله ÷: «فسادُ أمتي على أيدي أغيلمةٍ من قريشٍ»، وقوله: «أولُ من يُبدلُ سنتي رجلٌ من بني أميةَ».
  فقد كانت أيام معاويةُ نقطةَ تحولٍ في التاريخِ الإسلاميِّ وبدايةَ انحرافٍ عن نهجِ اللهِ القويمِ، فدولةُ الأمويين كانت أهمَّ المصائبِ التي بُلِيَ بها الدينُ وتليها دولةُ العباسيين واللتان كان لهما أبلغُ الأثرِ في هدمِ الدينِ وإلحاقِ الأذى والضررِ بالمسلمين وشتمِ أهلِ البيتِ المطهرين فاطمةَ & وعليٍّ والحسينِ وزيدٍ، وقتلِ أبناءِ الأنبياءِ وتفريقِ الرؤوسِ عن الأجسادِ، يعيثون في الأرضِ الفسادَ {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ ٤٢ مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء}
  ألا وصلوا وسلموا على مَن أمَرَكم اللهُ بالصلاةِ عليه، أبي الطيبِ والطاهرِ والقاسمِ محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ المطلبِ بنِ هاشمٍ، وعلى أخيه ووصيه، وبابِ مدينةِ علمِهِ الليثِ الغالبِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ، وعلى زوجتِهِ الحوراءِ خامسةِ أهلِ الكساءِ فاطمةَ البتولِ الزهراءِ، وعلى ولديهما الإمامين قاما أو قعدا أبي محمدٍ الحسنِ المسمومِ، وأبي عبدِ اللهِ الحسينِ المظلومِ، وعلى التقيِّ الوليِّ الإمامِ الأعظمِ