سبائك الذهب في المواعظ والخطب،

أحمد أحسن شملان (معاصر)

الخطبة الأولى

صفحة 68 - الجزء 1

  الفاحشة عاد إلى بيت الله ليظهرَ التنسكَ والعبادةَ، وكأنه لم يفعل شيئاً {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى} {كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ} لتورده الزبانية النار وبئس القرار.

  عبادَ الله: إن اللهَ لا يخفى عليه شيءٌ في الأرضِ ولا في السماءِ، إنَّ الأكاذيبَ والألاعيبَ لا تمضي على الله، المخادعةُ والمكرُ يمكنُ أن تروجَ في سوق البشرِ، أما اللهُ وتقدستْ أسماؤُه وتعالى عن كلِّ شأنٍ شأنهُ، فلا يأمنُ مكرَه إلا القومُ الخاسرون، ومكرُ أولئك هو يبورُ وقد صورَ اللهُ حالَ هؤلاءِ في قولِه: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}، {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ}.

  فسبحانَ اللهِ العظيمِ، الستارِ على المذنبين، الممهلِ للعاصين الذين بين قلوبِهم وقولِ ألسنتهم كما بين السماءِ والأرضِ، {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ}.

  نسألُ اللهَ العظيمَ السدادَ والرشادَ في الأقوالِ والأفعالِ، ونسأله الإخلاصَ في القولِ والعملِ.

  اللهم اجعلنا ممن يقولون بالحقِّ وبه يعدلون يا حيُّ يا قيومُ.

  أقول ما تسمعون، وأستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم من كلِّ ذنبٍ فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيم.

   {وَالْعَصْرِ ١ إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ٢ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ٣}.

  * * * * *