{إنا أعطيناك الكوثر 1 فصل لربك وانحر 2 إن شانئك هو الأبتر}
  وبمثل قوله تعالى رداً على أعداء الله المنافقين لما طفح الغيظ من قلوبهم وخرجت الضغائن من أفواههم قائلين: {لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ}[المنافقون: ٨]، فقلدهم الله الخزي والعار قائلاً سبحانه وتعالى ومنعماً على رسوله والمؤمنين: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ ٨}[المنافقون].
  نعم، عودة إلى سورة الكوثر الكريمة: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ١} أكد الله لخير خلقه بـ «إنا» والتعظيم بلفظ «إنا» وأعطينا عطاءه العظيم وكرمه الجسيم مما لا يقدر قدره ولا يتأتى لبشر حصره من المعجزات الباهرة، وقد سمعت من إمام زماننا الراحل سلام الله عليه سيدي مجدالدين بن محمد أن معجزات رسول الله زهاء ثلاثة ألف معجزة أعظمها القرآن الكريم، ومن ذلك ذكره عند الملأ الأعلى قبل خلق البشر، وكذلك إخبار جميع الأنبياء به ~ وآله، ومن ذلك كثرة ذريته المباركة التي لا تكاد تنحصر، هداة الأمة في كل زمان، À أجمعين، ومن ذلك كثرة ترداد ذكره على الألسن ÷ فلا يكاد يخلو وقت من