{إنا أعطيناك الكوثر 1 فصل لربك وانحر 2 إن شانئك هو الأبتر}
  الأوقات من ذكره على ألسن المصلين والذاكرين، ومن ذلك كثرة ذكره في كل نداء للصلوات، ومن ذلك كثرة أتباعه إلى يوم القيامة، أما في الآخرة فمفاتيح الجنة بيده على حوضه ~ عدد نجوم السماء قدحان من شرب منه لا يظمأ.
  فلما كمم الله أفواه الكافرين وكادت الصاخة بالكوثر تفجر قلوب الحاقدين والشانئين طلب منه الشكر بعظيم من الأمر جزاءً على تلك النعمة التي سدت كل طريق للذم من أعداء الله الكافرين،
  قال تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ٢} الصلاة عماد الدين لأنها شملت كل خير من الطهارة والتوحيد والحمد والثناء على الله بما هو أهله والركوع والسجود والشهادتين وكونها تؤدى في بيوت الله وغيرها، وتؤدى في الفجر وفي الظهر والعصر والمغرب والعشاء في كل يوم وليلة، وينادى لها بصوت رفيع وأنها خير الأعمال، أمر سبحانه وتعالى رسوله أن يؤديها شكراً على نعمه ووفاء بحقه، وأردفها بنحر الإبل والتقرب إليه سبحانه بالدماء التي تراق في مكة ومنى، قال تعالى: {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ}[الحج: ٣٧].