[البلاء على المؤمن]
[البلاء على المؤمن]
  
  عن علي # قال: قال رسول الله: «إن الرجل لتكون له درجة رفيعة من الجنة لا ينالها إلا بشيء من البلايا تصيبه حتى ينزل به الموت، وما بلغ تلك الدرجة فيشتد عليه حتى يبلغها»:
  نعم، تفضل الله على عباده المؤمنين بأن يثيبهم على البلايا وأن يتعاهدهم بها، رحمة منه لأوليائه، وفي البلايا مصالح عظيمة يعلمها الله، منها: أن يعلم المؤمن بحقارة الدنيا، وأنها مليئة بالهموم والغموم بسبب المصائب والأمراض والفقر والخوف والأذى من الآخرين وغير ذلك كي يزهد فيها ويحقرها لأجل أن لا يستولي حبها على قلبه، فحبها هو السم القاتل يشهد لذلك قول رسول الله ÷: «حب الدنيا رأس كل خطيئة».
  ومنها: أن الإنسان إذا أحس بألم المرض ووجعه تذكر عذاب جهنم ودوامه وارتدع عن كثير من المعاصي وتاب إلى ربه وبادر بالأعمال الصالحة.
  ومنها: أن الإنسان ينقطع إلى ربه في طلب المخرج من تلك البلية وأنه لا مخلص له هاهنا إلا الله سبحانه وتعالى.
  ومنها: أن يعلم بتقصيره في شكر الله على العافية وغفلته عن ربه، وكم يا مصالح تترتب على البلايا، ومن تلك المصالح ما يعطي الله من الأجر للصابر على البلية فأجر الصبر لا يساويه شيء من الأجور.