شرح وبيان لآيات وأحاديث وحكم علوية،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[التواصل بين المؤمنين]

صفحة 114 - الجزء 1

[التواصل بين المؤمنين]

  

  عن علي # قال: قال رسول الله: «لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟» قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «أفشوا السلام بينكم، وتواصلوا وتباذلوا»:

  المصطفى ÷ نفى الإيمان مع الفرقة والعداوة فالإيمان لا يتم لمن يدعيه إلا مع الحب للمؤمنين والعداوة للكافرين.

  نعم، المصطفى ÷ حليم ورحيم بالمؤمنين ولا يبعد أنه كان يلتمس من بعض أصحابه العداوة للبعض لأسباب مختلفة وأعظم تلك الأسباب الحسد، وقد شكا العباس عم النبي ÷ عداوة قريش لبني هاشم فقال رسول الله ÷: «أو يفعلون ذلك؟» قال: نعم، فقال النبي: «والذي نفسي بيده لن يؤمنوا حتى يحبوكم لي» وكذلك ما وقع من العداوة لعمار ¥ من بعض الصحابة حتى قال: «ما لهم ولعمار يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار».

  ثم دلهم على العلاج إذا استعملوه أنه يقضي على هذا الداء بقوله ÷: «أفشوا السلام بينكم وتواصلوا وتباذلوا» الإفشاء: هو الإظهار للشيء أراد ÷ أن يلقى المؤمن أخاه أو إخوانه بوجه طلق ويشعره أنه سعيد بلقياه وأن مخوته عنده من أغلى الأشياء وأنه حريص على ذلك غاية الحرص، ويردف ذلك بمواصلته وأن يبذل له كل ما في وسعه، من أجل تتم أخوة الإيمان