[التواصل بين المؤمنين]
  والمحبة، يفعل ذلك طمعاً في ثواب الله وخوفاً من الوعيد الذي تضمنه الحديث، وهو نفي الإيمان مع العداوة.
  هذا، واعلم أن البادئ بالسلام والواصل لأخيه والباذل له معروفه دليل واضح على رجاحة عقل مَنْ هذا حاله، وأن الله قد منحه توفيقاً وهداية، وأنه من مفاتيح الخير ومغاليق الشر، وأن عمله يدل على حسن سجيته، وصلاح سريرته؛ لأنك لا ترى من هذا الصنف إلا القليل؛ لأنهم يغالبون أهواءهم من أجل الألفة وصلاح ذات البين وجمع الكلمة، يسعدون بصلاح مجتمعهم وبجمع كلمتهم، ويحزنون ويغتمون إذا رأوا أحداً من أصحابهم متخالفين أو من سائر المؤمنين.
  وقد وَسَمَ أميرُ المؤمنين هذا الصنف بقوله: (رياحين كل قبيلة، ومصابيح كل ظلمة) ويكفي برسول الله ÷ لهم شاهداً وذلك عندما مات رجل وأثنى عليه الناس بخير قال المصطفى ÷: «وجبت» أي: وجبت الشهادة منكم له بالخيرية، ووجبت له الجنة.
  فعليك يا أخي المسلم أن تحسن أخلاقك وتترك الكباحة والجفوة فذلك أسعد لك في دنياك وآخرتك.
  نعم، كل واحد من الأحياء يحب أن يكون عند موته مرحوماً عند من عرفهم وعرفوه وهذا دليل عقلي، ويشهد لذلك من كتاب الله قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ}[الأنفال: ١].