شرح وبيان لآيات وأحاديث وحكم علوية،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[التفكر حياة قلب البصير ...]

صفحة 130 - الجزء 1

[التفكر حياة قلب البصير ...]

  ومن حكمه #: (التفكر حياة قلب البصير كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور):

  التفكر ينقسم إلى أقسام وتختلف نتائجه فالتفكر في سماء الله وأرضه وما بينهما يورث المعرفة بالله فكلما كرر الإنسان النظر فيما ذكرت ازداد بصيرة ويقيناً في معرفة الله، والتفكر في أحوال الناس وفي عواقب أمورهم وفي غاياتهم في هذه الدنيا وما قد آل إليه من غبر، يورث الزهد في الدنيا ولفت النظر إلى الآخرة وهذه خليقة يرضاها الله ورسوله ويثيب عليها ثواباً جزيلاً.

  ومن التفكرِ التفكرُ في نعم الله علينا من الستر للفضائح والذنوب التي اقترفناها والجوارح التي في عصيانه استعملناها، فالنظر بعين البصيرة في هذه الأمور يورث الحياء والخجل من ربنا وخالقنا، والتفكر في طول البقاء في القبور وفي شدائد وأهوال يوم النشور، وفي دقة الحساب على الصغير والكبير من أعمالنا، وكيف المخرج يوم تبلى السرائر، وإلى أين المصير إذا كان الإنسان خاسراً يورث الخوف والندم والتوبة النصوح.

  فالسعيد والله من حاسب نفسه لنفسه كي لا يكون ممن قال الله فيهم: {نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ}⁣[التوبة: ٦٧]، وقال أمير المؤمنين #: (سيئة تسوؤك خير من حسنة تعجبك) صدق سلام الله عليه، فتذكرك للسيئة يورث الندم والخوف والتوبة، والغفلة تورث القساوة وتثبيط الجوارح عن طاعة الله.