شرح وبيان لآيات وأحاديث وحكم علوية،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[نوم على يقين خير من عبادة على شك]

صفحة 137 - الجزء 1

[نوم على يقين خير من عبادة على شك]

  ومن حكمه # قوله: (يا قنبر، نوم على يقين خير من عبادة على شك):

  صدق سلام الله عليه ورضوانه ورحمته وبركاته فالشك مفتاح الشبه فكم من جبل راس في عقيدته ويوم من الأيام وقد تحول إلى كثيب رمل بسبب الشبه وليته بقي رملاً ولكنه تحول إلى وحل تكرهه النفوس، وقد أشار إلى ذلك أمير المؤمنين بقوله: (وليقصرن قوم كانوا سبقوا) ومخاطبته للزبير بن العوام قائلاً له: (ما لك يا زبير عرفتني في نجد وأنكرتني في الحجاز).

  وكم تنكر للعلماء والأئمة من أناس كانوا يفضلون الموت دونهم، ويوماً من الأيام اعتراهم الشك في قادتهم وعلمائهم فتحولت المحبة إلى كره، واليقين إلى شك، والبصيرة إلى عمى، ثم من سلم إلى حرب، فنعوذ بالله من الوقوع في الشك بعد اليقين.

  فعلى المؤمن إذا كان على يقين من أمره أن لا يدع للشك طريقاً إلى يقينه، وعلى المؤمن أن يلازم الدعاء في ليله ونهاره وليتقرب إلى الله بصنائع الخير فإنها تقي مصارع السوء.

  ومن أعظم وأقوى ما يثبت الإنسان على دينه الثبات على حب آل محمد يقول المصطفى ÷: «ما أحبنا رجل أهل البيت فزلت به قدم إلا ثبتته أخرى»، وكذلك التوبيخ للنفس بما قد وقع فيه من الزلات، ومن الزلات فرحه بالمدائح وتكاسله عن الطاعات، وليفكر فيمن زلوا ما أكثرهم فلا يبقى عند الاختبار والابتلاء إلا القليل.