[من عرف نفسه فقد عرف ربه]
  الراحمين، أما من الخوف شعاره وحمل الأوزار على الظهور يوم القيامة دثاره فهو بمعزل عن الغفلة والغرور، يحاسب نفسه لنفسه محاسبة الشريك لشريكه، رحمة الله عليه نازلة لغسل سيئاته، وبركات الله عليه شاملة في جميع حركاته.
  فالسعيد - والذي رفع السماء وبسط الأرض - من اشتغل بذنوبه المتراكمة ومساويه النتنة فأخمد نارها ببرد التوبة النصوح حتى يلقى ربه.
  نستغفر الله العظيم من كل ذنب أذنبناه، علمناه أو جهلناه، وهو حسبنا ونعم الوكيل، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين.
[من عرف نفسه فقد عرف ربه]
  ومن حكمه # الدالة على معرفة خالقنا قوله: (من عرف نفسه فقد عرف ربه):
  سبحان الله كما قيل: المستدل هو الدليل، {يَاأَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ٦ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ ٧ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ ٨}[الانفطار]، من الذي شكلك في صنعتك وجعلك لحماً ودماً وعصباً وعظماً وعروقاً وبشراً وشعراً؟ من الذي أمسك أوصالك فشدها وعلى الحركة والسكون وحمل الأثقال أقدرها؟ من الذي جعل أجفانك حساسة لحماية عينيك؟ هل فكرت في لسانك بأن جعله خالقه وبارئه مختبراً لذوق ما وصل عليه فلا يوجد له مثيل في مختبرات العالم كلها، فطر سمعك على التقاط الكلام