[الإحسان يقطع اللسان]
[الإحسان يقطع اللسان]
  ومن حكمه #: (الإحسان يقطع اللسان):
  الإحسان سبب في كل خير يكبر صاحبه في نفوس من أحسن إليهم يقول الوصي #: (أحسن إلى من شئت تكن أميره) غير أنه لا يكون الإحسان كاسمه إحساناً إلا مع الإخلاص وإلا صار كشجرة بلا ثمر، ورمي بالقوس بلا وتر.
  انظر فيمن يعطون وفي ظنهم أنهم يحسنون؛ طلباً منهم للثناء وجلباً لقلوب المساكين الضعفاء، فسرعان ما تنتهي تلك المدائح؛ لأنهم بنوا طريقتهم على غير أساس، فلا يَزْكُو وينمو إلا إحسان المؤمنين المخلصين، الطالبين بذلك رضا عالم الخفيات، فالله هو الذي يرفع ويضع ويعطي ويمنع.
  انظر أين بلغ بأمير المؤمنين خاتمه، وكذلك إحسانه وأهل بيته إلى المسكين واليتيم والأسير طالبين بذلك عظيماً من الأمر وهو الأمان في يوم كان شره مستطيراً، {فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا ١١}[الإنسان].
  نعم، قادني العنوان إلى هذه المقتطفات النفيسة والفوائد الثمينة، وإلا فالتوجيه فيها من الناطق بها سلام الله ورضوانه إلى قطع لسان الذام الشانئ أما الخصومة ورد السيئة بالسيئة فلا يزيد ذلك الساب إلا تمادياً في غيه وزيادة في بذاءة لسانه، فالشر لا يطفأ بالشر، والنار لا تطفأ بالنار، ولكن بالماء، كذلك الشر يطفأ بالخير.