شرح وبيان لآيات وأحاديث وحكم علوية،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[لا معقل أحرز من الورع]

صفحة 158 - الجزء 1

  فمن أخذ بهذه النصيحة الموجهة من سيد الوصيين فقد أخذها من عين صافية، أسأل الله أن ينفعنا بحكمه وأقواله، آمين رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله.

[لا معقل أحرز من الورع]

  ومن حكمه #: (لا معقل أحرز من الورع):

  أراد # بالمعقل ما يحفظ فيه الأشياء من الأموال والسلاح والدواب وغير ذلك.

  قوله: «أحرز» بمعنى أحفظ، لفت الأنظار # بهذه الحكمة العظيمة والدرة الثمينة أن أحفظ الأشياء لمتاع الإنسان ولما في يديه هو الورع عن الحرام من الأموال والأعراض، فمن تورع عن ذلك فقد حفظ متاعه بحفظ الله الرقيب على كل شيء الذي جعل لكل مؤمن أولياء من ملائكته في هذه الدنيا، رحمة وعناية من الله بعباده الصالحين، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ٣٠ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ}⁣[فصلت].

  نعم، لما كان الدين والتقوى واليقين سبباً في كل خير من الراحة والحب في قلوب المؤمنين، وتيسير الأرزاق والعافية وصلاح الأهل والذرية ودفع كيد الأعداء والشياطين، فبالأولى أن يحفظ الله لك ما في يديك، ويسد الأبواب التي منها يخرج بل يضع في حياتك البركة وفيما ملكك، وقد أشار إلى ذلك المصطفى ÷ بقوله: «من جعل الهم