شرح وبيان لآيات وأحاديث وحكم علوية،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[من كثر فكره في العواقب لم يشجع]

صفحة 161 - الجزء 1

[من كثر فكره في العواقب لم يشجع]

  ومن حكمه #: (من كثر فكره في العواقب لم يشجع):

  صدق سلام الله عليه، من تدبر عواقب المشاكل صبر، ومن صبر ظفر، وقد حث على التدبر لعواقب الأمور رسول الله ÷، انظر فيمن لم يتدبر لعواقب الأمور وأقدم على ما لا يحمد عقباه من قاتل لنفس بغير حق حمل نفسه ما لا طاقة له به من خوف في الدنيا وعذاب في الآخرة، عائش تحت ظل بيته أو في سجن من السجون، أهل بيته نالهم الحرمان من بعض متطلبات الحياة، حمّل أقاربه ما لا يقدر قدره من الهموم والغموم، يتناول وجبته ويذكر مصيبته، فتحول بينه وبين لذته بلقمة العيش، يعيش والده إن كان أو أخوه أو ولده ذليلاً، الناس يتهنأون بنومهم، وهو يفكر أين المخرج مما وقع فيه من الورطة، ومن عسى أن ينفعه وإن كان هناك من ينفعه فخصمه لدود إن فكر في توبة فمن يجرؤ على بذل رقبته وبذل مهجته، وإن فكر في بقائه في بيته متخفياً أو في سجنه ضاقت عليه الأرض بما رحبت، فالهم حليف قلبه، وكل ذلك أنه لم يتدبر العواقب، ولم يقبل في ذلك الحين نصيحة ناصح، ورطه شيطانه وهواه في دنياه وآخرته.

  فالمؤمن صمته فكر ونطقه ذكر، والسعيد من تفكر في عواقب الأمور فعمل لآخرته من الأعمال الصالحة ما يصرف الله به شر دنياه ويثيبه الله عليه في آخرته، وصاحب في هذه الدنيا أهل العلم والحكمة، وجانب أهل الغي والضلال، ولقن أولاده نصائح التأني