شرح وبيان لآيات وأحاديث وحكم علوية،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[لا صواب مع ترك المشورة]

صفحة 160 - الجزء 1

  وينبغي أن يستشير الإنسان أصحاب العقول كلاً على حِدَة، فإذا اتفقت أراؤهم فالخير كل الخير في ذلك الاتفاق ولو خالف هواه، وإن اختلفت فعليه بالذي فيه سعة من الوقت وأناءة وسيظفر بحظه إن شاء الله.

  وعلى المؤمن أن لا يترك الاستخارة في كل أموره، يقول المصطفى ÷: «من سعادة المرء كثرة الاستخارة، ومن شقاوته تركه للاستخارة».

  نعم، قد يستشير الإنسان فينصحه الناصح بخلاف هواه وبغير ما قد أبرم أمره عليه عند ذلك يقع في الحيرة فإن ترك النصيحة فاسمه مغامر، قال أمير المؤمنين لولده @: (واعلم أن الوقوف عند حيرة الضلال خير لك من ركوب الأهوال)، ففي التأني السلامة وفي العجلة الندامة، فكم من تارك للمشورة أو النصيحة منفرد برأيه عفر خده بين التراب، وكم من عاقل قبل النصيحة بعد المشورة أدرك حظه وأصاب رشده، قال سيد الوصيين: (من حذرك كمن بشرك).

  نسأل الله السداد في جميع أحوالنا، من أمر ديننا ودنيانا، بحق محمد وآله، اللهم صل وسلم عليه وآله الطاهرين.