شرح وبيان لآيات وأحاديث وحكم علوية،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[الحرمان مع الحرص]

صفحة 164 - الجزء 1

  ولو بشق تمرة، فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة»، {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ}⁣[المزمل: ٢٠].

  نعم، الله سبحانه وتعالى يجلب للإنسان بإحسانه الخير الكثير، ويصرف عنه من المصائب الشر الكثير، قال رسول الله ÷: «يا علي، عليك بصنائع الخير فإنها تقي مصارع السوء»، وقال ÷: «داووا مرضاكم بالصدقة».

  مع ما في قضاء حوائج المؤمنين من الأجر، وكذلك إدخال السرور وأنه من أوجب المغفرة، وأفضل الخير ما يعطيه الإنسان لأهله وأرحامه ثم جاره، ثم الضعفاء والمساكين من سائر المؤمنين مع ما في إكرام العلماء وطلبة العلم الشريف من الفضل العظيم والثواب الجزيل.

  نعم، قول الوصي #: (الحرمان مع الحرص) أما الثواب فلا إشكال وهو الخسارة التي لا تعوض، كيف وثوابها أبدي، وما يعطي عليها أكرم الأكرمين في جنات النعيم سرمدي، وفي الدنيا الثناء والدعاء والخلف، فكم دعوة لضعيف يجلب بها المعطي كل خير، فلنحذر جميعاً البخل المذموم شرعاً وعقلاً ولا نصدق الشيطان في توعده، ولنصغي لوعد الله فهو أصدق الصادقين وأقدر القادرين.

  اللهم ارزقنا التصديق واليقين، ووفقنا يا أرحم الراحمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين.