[نعمة الجاهل كروضة على مزبلة]
  صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ١٥٧}[البقرة].
  اللهم ارزقنا اليقين والصبر عند كل مصيبة وبلية يا أرحم الراحمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين.
[نعمة الجاهل كروضة على مزبلة]
  ومن حكمه #: (نعمة الجاهل كروضة على مزبلة):
  الروضة: البستان المتضمن لكثير من الأشجار الخضراء، والمزبلة: هي محل الكناسات التي قد جمع فيها الكثير من القمائم والأوساخ.
  لفت النظر سلام الله عليه في هذه الحكمة إلى حال الجاهل الغني وإلى ما في يده من الحطام، وشبه نعمته بالأشجار الخضراء المورقة والمثمرة التي يراها الناظر ويطرب لها، غير أنها تمتص الأوساخ والقاذورات بعروقها، وتجذبه إلى ثمرها وورقها، فمن علم أنها كذلك استقذرها وكرهها.
  كذلك الجاهل هو في نفسه أعمى لا يدري متى أصاب ومتى أخطأ، فهو بما في يده كذلك يعطي من لا يستحق العطاء، ويمنع أهله وقرابته والمساكين والضعفاء، ويتبذر إذا أنفق، ويرائي إذا أعطى، يعين بما في يده الظلمة والأشرار، ويستصغر بسبب غناه وجهله الأتقياء الأبرار، يغري الكثير ويقودهم إلى درجة السفلة، كلامه مسموع بين أمثاله من السقط، لا يوجد له قدر في قلب أحد من الأتقياء، كونه جاهلاً مصيبة عظمى، وغناه ببعض حطام الدنيا مصيبة أخرى.