قول الله تعالى: {في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال 36 رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار 37}
  
  يقول الله تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ٣٦ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ٣٧}[النور]:
  انظر وتأمل ما في هاتين الآيتين من الحكم والمواعظ ففي قوله تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ} أراد سبحانه من المؤمنين أن يعظموا ما عظم الله من مساجده التي هي محل للعبادة، وأنها لا تبنى إلا لذكر الله، فمن فعل فيها غير ذلك فلم يعظمها، وأنه يجب الاعتناء بها وبنظافتها والاهتمام بكل ما يرغب فيها، وأن تعظيمها من تعظيم الله {وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ٣٢}[الحج].
  ومن تعظيم المؤمن لبيوت الله أن يكون نظيفاً في جسده وفمه وثيابه قال تعالى: {خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ}[الأعراف: ٣١]، وعلى المسلم أن يهتم بالسواك لأسنانه كي لا يخرج منها رائحة تؤذي الآخرين، وكذلك الروائح الكريهة من العرق والتراب والثوم والبصل.
  ومن ذلك المزاح الذي يقع ببعضه قهر الآخرين حتى إن البعض يترك المجيء إلى المسجد هماً من بعض الناس، ولا يأمن من يفعل ذلك أن يدخل فيمن ذمهم الله بقوله: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ