شرح وبيان لآيات وأحاديث وحكم علوية،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

{ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم}

صفحة 22 - الجزء 1

  يظمأ عليها زرع قوم كما قال أمير المؤمنين، فالذي يتقي الله ويخافه لم يدع شيئاً من أسباب الرفعة والعزة والكرامة إلا وقد أخذ به، ومن أراد العزة من غير وجهها إما بجاه أو مال أو نسب بدون تقوى فلم يدع شيئاً من أسباب الضعة والإهانة والحماقة إلا وقد تمسك به.

  فالكريم عند الله من سلك طريق الهداية وتجنب مزالق الردى، وعرف قدر نفسه وحاسب ما بينه وبين ربه.

  فمن رأيته كذلك فاعلم أن مصباح الهدى قد زهر في قلبه وأن الله قد استخلصه من جملة من قال فيهم سبحانه وتعالى: {إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ}⁣[ص]، ومن قال فيهم: {إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ ٤٠ أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ ٤١ فَوَاكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ ٤٢}⁣[الصافات]، وأنه من عباد الله الذين قال فيهم: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ٦٣}⁣[الفرقان].

  اللهم عرفنا قدر أنفسنا، وارزقنا التواضع لك يا أرحم الراحمين، وصلى الله وسلم على محمد وآله.