شرح وبيان لآيات وأحاديث وحكم علوية،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

قال الله تعالى: {وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون

صفحة 25 - الجزء 1

  أما المطعومات فحدث ولا حرج: {أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ ٤١ فَوَاكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ ٤٢}⁣[الصافات]، يتفكهون بأنواع الأطعمة والأشربة، {وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ ٤٨ كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ ٤٩}⁣[الصافات]، {كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ ٥٨}⁣[الرحمن].

  روائح أجسام أهل الجنة أطيب ريحاً من المسك، قصور منوعة بناها خالق الجنة وخالقهم، غرست أشجارها بين كثبان المسك، أثمارها متدلية، وأنهارها مطردة، جيرانهم فيها ملائكة الله وأنبياؤه، ويشهد لذلك ما حكى الله عنهم في كتابه: {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ٧٤}⁣[الزمر]، {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ ٣٤}⁣[فاطر]، {وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ١٠}⁣[يونس].

  خلق الله في هذه الدنيا رموزاً تدل على ما وراءها من جمال بعض النساء والرجال، وكذلك المجوهرات وبعض الأرياح الطيبة والمطعومات اللذيذة وبعض المناظر الجميلة، وليست إلا رموزاً وداعية إلى فعل الطاعات.

  أما الجنة فكل ما فيها فهو مرغوب محبوب دائم أبدي وسرمدي لا يخرج عن ذلك لحظة واحدة، فلا يدخل الهم والغم قلب أحد من سكانها؛ لأنه خلاف ما تشتهيه الأنفس وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون، فإذا كان الأمر كذلك فلا بد لذلك والحصول