شرح وبيان لآيات وأحاديث وحكم علوية،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

قال الله تعالى: {وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون

صفحة 26 - الجزء 1

  عليه من الدين القويم والتواضع لرب العالمين، لا بد من الإيمان الصادق واليقين قال تعالى: {يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ}⁣[يونس: ٩] فالتوحيد ثمن الجنة، وقال تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ٣}⁣[العصر].

  لا بد من التواضع لله ولرسوله ولأولياء الله من العلماء العاملين الداعين إلى دين الله القويم، ولا بد من الحب والولاء لآل رسول الله والإشادة بفضلهم والعرفان لحقهم، وكذلك محبة محبيهم من شيعتهم المؤمنين، لا بد من التواضع وترك الكبر، قال تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ٦٣}⁣[الفرقان]، {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ٨٣}⁣[القصص].

  فالسعيد - والله - من اعتبر نفسه في هذه الدنيا مسافراً إلى الآخرة فتزود منها بالعمل الصالح والعلم النافع وأفعال الخير وصبَّر نفسه على ما تكرهه النفوس من بر الوالدين وصلة الأرحام والمحافظة على الصلوات في جماعات ورحمة الضعفاء والمساكين وتعظيم ما عظم رب العالمين، فغداً يسفر الظلام كما قال أمير المؤمنين.

  نسأل الله السداد، ونسأله حسن الخاتمة، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين.