{يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم 12}
  فهم في ذلك سواء لا فرق بين ذكر وأنثى، فكلهم يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم، وكذلك تراحيب الملائكة تعم ذكرهم وأنثاهم عند دخولهم الجنات، وفي درجة الملك يستوي الذكر والأنثى، وكل يعطيه الله ما يستحقه على حسب عمله في دار التكليف قال تعالى: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ}[آل عمران: ١٩٥]، فالنعيم في جنات النعيم شامل للذكر والأنثى كل أنثى مكلفة دخلت الجنة فقد شملتها هذه الآية وهي قوله تعالى: {وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ ١٠٢}[الأنبياء].
  حتى أن المكلفة تسعد بما يعطي الله سبحانه وتعالى زوجها من الحور الحسان فلا غيرة ولا تنافس ولا مساواةٍ، فالحور ليس لهن درجات لأنهن غير مكلفاتٍ، بخلاف المؤمنة المكلفة فإن لها درجات في جنات النعيم بسبب التكليف في الدنيا، ولها خدم يخدمونها مثل ما للرجال، ولها قصور معلومة ومقامات في جنات النعيم مشهورة، ولا يبعد - والله أعلم - أن تكون الحور الحسان في جنات النعيم من خدام المؤمنات فتزداد بمشيهن معها حسناً وجمالاً، وعلى كل حال أن الجنة خلقت للراحة والفرح والسرور لكل من دخلها، فكل ما خطر ببال أحد في هذه الدنيا من المنغصات فليس له في الجنة وجود، ولا نعيم الدنيا برمته عند نعيم الجنة إلا قطرة من مطرة، نسأل الله أن يدخلنا جنته برحمته، وأن يشملنا بمغفرته وعفوه ووالدينا وأولادنا والمؤمنين والمؤمنات، آمين رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين.