{لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور 15 فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل 16 ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور 17}
  الجميلات الناعمات ويلبس ما أراد من الكساء، والناس ينظرون إليه في حله وترحاله، ثم افتقر، أم بصحيح بلي بأنواع البلاء، أم بركاب سفينة تحطمت من شدة الأمواج وهم على ظهرها فبعضهم غرق ومنهم من بقي على ألواح من ألواحها جماعات وفرادى أشرفوا على الهلاك وما هي إلا ساعات ولحظات وقد تجرعوا كأس المنون.
  انظر أيها المتأمل في عواقب كفران النعم ثم انظر في أحوال هذه الأمة وخاصة الذين بدلوا نعمة الله كفراً وأحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها وبئس القرار.
  وانظر في بعض الشعوب التي كانت نعم الله على أهلها شاملة وحاجاتهم في جميع بلدانها متكاملة كيف أدبرت عنهم النعم وحلت بهم النقم من الحروب الطاحنة والفتن العائمة والفقر المنسي فتجرعوا مرارة الإهانة من الظلمة المجرمين وصاروا عبيداً لإخوان الشياطين، وكل ذلك لأنهم لم يشكروا خالقهم ولم يفيئوا عن غيهم، فحسبنا الله ونعم الوكيل.
  اللهم أوزعنا شكرك، وألهمنا ذكرك يا أرحم الراحمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله.