{إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون 19}
  أما المؤمنون الأتقياء فلا ينبغي أن يصدر من أفواههم إلا الطيب من القول، وأن يدفعوا السيئة بالتي هي أحسن، وأن يؤدبوا أولادهم وأهاليهم بآداب الإسلام من الأقوال والأفعال، وأن يتركوا التنابز بالألقاب، وهذه صفة المؤمنين الذين أشاد الله بفضلهم في سورة الفرقان بقوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ٧٤}[الفرقان].
  هذا، وليعلم كل مكلف أنه لا بد من التعب والصبر على تربية وتهذيب الأولاد والأهل حتى يتخلقوا بآداب الصالحين وإلا دبوا ودرجوا في مزالق السفه حتى يصعب تعديلهم ويعجز الأقارب والأباعد عن تأديبهم فيتجرع واليهم الغصص عقوبة على التفريط عاجلة وسوف يسأل عن التفريط وقلة الاهتمام بهم في الآجلة.
  وليعلم كل من كرس جهوده في تربية وتأديب أولاده وأهله أنه على ذلك مثاب ثواباً عظيماً، وأنه بسبب ذلك داع إلى الله وآمر بمعروف وناه عن منكر، وأنه من عباد الله الخيرين؛ بدليل قول رسول الله ÷: «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي».
  وإذا كانت الخيرية تصدق عليه بسبب إحسانه إليهم في أمور الدنيا فبالأولى والأحرى أمور الآخرة، ورد عن رسول الله ÷: «كلكم راع وكل راع مسؤول عن رعيته».
  وختم الله الآية بقوله تعالى: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ١٩}[النور]، الله هو أعلم بمصالح العباد وبما يصلحهم من الوعيد والزجر وكذا من