{والفجر 1 وليال عشر 2 والشفع والوتر 3 والليل إذا يسر 4 هل في ذلك قسم لذي حجر 5}
  كتلة جمر وقيد بقيود من جمر جهنم؟ فراشه نار، وأكله نار، وشرابه نار، ونَفَسه نار، خاضع لجميع المصائب من تجرع سموم الحيات والعقارب ومقامع الحديد وشراب الصديد.
  حزنهم في جهنم سرمدي، وصراخهم دائم أبدي، يتولى عذابهم ملائكة غلاظ شداد، الأقارب في جهنم يلعن بعضهم بعضاً ويتبرأ بعضهم من بعض وكذلك الضعفاء والأقوياء، من كانت له زوجة مؤمنة فهي عليه شامتة تنظر إليه في جهنم وهو يراها في غاية النعيم وقد زوجها الله أحد أعداء زوجها من المؤمنين، وكذلك غيرهم من الأقارب، فوالد في النار وولد في الجنة والعكس من ذلك.
  فعلى طالب النجاة أن يفكر في هذه الأمور وما شابهها كي يحذر من التمادي والغفلة ويستعد للآخرة بالأعمال الصالحة والتجارة المربحة، نسأل الله السلامة من الغفلة، ونسأله بمنه وكرمه ورحمته تيسير سبل الهداية إنه على ما يشاء قدير، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين.
  ﷽ وبه نستعين:
  {وَالْفَجْرِ ١ وَلَيَالٍ عَشْرٍ ٢ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ ٣ وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ ٤ هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ ٥}[الفجر]:
  أقسم الله تبارك وتعالى بالفجر لما فيه من الآيات الباهرة والنعم الغامرة والحجج المتظاهرة، فمن آيات الله في هذا الوقت رفع الحمل الثقيل عن الصباح وهو الليل الذي شبهه الله ø باللباس الساتر والغطاء الغامر الذي تكمن المخلوقات من جامد وحيوان