شرح وبيان لآيات وأحاديث وحكم علوية،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

{والفجر 1 وليال عشر 2 والشفع والوتر 3 والليل إذا يسر 4 هل في ذلك قسم لذي حجر 5}

صفحة 79 - الجزء 1

  الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً ١٤}⁣[الحاقة].

  قوله تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ٢٢} هو عبارة عن وقت محاسبته الخلائق وإنصاف المظلومين، فالمتولون للحساب في ذلك اليوم العظيم هم ملائكة الله الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.

  أما الله سبحانه وتعالى فلا يغيب عن خلقه حتى يكون المجيء حقيقة {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا}⁣[المجادلة: ٧].

  ثم قال: {وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ} الخوف والذل والانكسار بلغ منتهاه عند كل كافر وفاجر مما عاينوا من دقة الحساب وغضب الملائكة، وغياب الحيل والأعذار وعدم قراباتهم والأنصار، ومع ذلك وغيره من المصائب فوجئوا بجهنم تقرع أصواتها آذانهم {إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا ١٢}⁣[الفرقان]، عند ذلك تذكروا ما كانوا عليه من الغفلة في الدنيا والمغالطة والإعراض والمحاربة لأولياء الله من أنبيائه وأوليائه، فكم حجة بالغة طرقت أسماعهم لا يلقون لها بالاً إلا في ذلك اليوم {حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ٢٠}⁣[فصلت]، وعند ذلك بلغ الندم منتهاه وظهرت الحقائق من ألسنتهم وقالوا معترفين: {لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ١٠}⁣[الملك].