شرح وبيان لآيات وأحاديث وحكم علوية،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

{والفجر 1 وليال عشر 2 والشفع والوتر 3 والليل إذا يسر 4 هل في ذلك قسم لذي حجر 5}

صفحة 78 - الجزء 1

  فمن أعطاه الله سبحانه وتعالى خيراً في هذه الدنيا وهو لربه شاكر وعلى دين الله صابر فلا شك أنه إكرام من الله لوليه، ومن لم يكن من أهل التقوى والدين بل هو من العصاة الغاوين فليس إكراماً له بل هو فتنة له وابتلاء، وشمسه تشرق على البر والفاجر والمؤمن والكافر، وليست الدار دار جزاء بل دار عناء وبلاء كما قال تعالى: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً}⁣[الأنبياء: ٣٥]، وكذلك التقتير في الرزق على بعض العباد لا يكون إهانة مطلقاً فالأنبياء À وسلامه عاشوا فقراء، وكذلك أتباعهم إلا القليل وهم صفوة الله من خلقه وخاصته من بريته، وردّ الله على من يقول إن الله أهانه بقوله تعالى: {كَلَّا بَل لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ ١٧ وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ ١٨ وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا ١٩ وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا ٢٠} فالمنكب على المعاصي من أهل الثراء لا يكون عند الله كريماً، وليس ما أعطاه ربه تكريماً، وكذلك الحرمان من الله قد يكون على عبده الصالح غاية الرضا.

  ثم قال ø: {كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا ٢١ وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ٢٢ وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى ٢٣ يَقُولُ يَالَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ٢٤}:

  «كلا إذا دكت الأرض» ردع لهم عن غفلتهم وتماديهم وإعراضهم عما يراد بهم، فالذي بسط الأرض ومهدها وخلق الشواهق من الجبال ونصبها هو القادر على دكها وتفتيتها، {وَحُمِلَتِ