شرح وبيان لآيات وأحاديث وحكم علوية،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

{لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين 108}

صفحة 82 - الجزء 1

  الآخرين، فكل يتحاشا عن مجالسته وقربه، وقد رأيت ذلك بعيني وليس الخبر كالعيان، من أجل ذلك أمرنا ربنا وخالقنا العالم بمصالحنا وما يضرنا بقوله جل شأنه: {خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ}⁣[الأعراف: ٣١]، وشرع الغسل في يوم الجمعة لأجل الروائح الكريهة عند الزحام في المساجد لأداء صلاة الجمعة.

  انظر أيها المسلم إذا دنا منك رجل نظيف الثياب نقي البشرة من الأوساخ نظيف الأسنان فإنك تشعر براحة له ومنه، وتحب مجالسته، ويلحق بذلك البيوت المسكونة إذا دخلتها ورأيتها نظيفة داخلها وما حول أبوابها فإنك تحس براحة من نفسك، ويحصل لك الضجر بعكس ذلك، وعلى المسلم أن يعتني بعد الاستنجاء المطهِّر بوضوئه للصلاة، من غسل اليدين وتنظيفها بعد غسل الوجه، والمبالغة في المضمضة والاستنشاق، وعند التغشي يمسح أذنيه خارجها وداخلها، وكذلك القدمين يهتم بنظافتهما لا سيما باطنهما مع ظاهرهما.

  اللهم اجعلنا ممن شملتهم مديحتك لأهل قبا يا أرحم الراحمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين.