شرح وبيان لآيات وأحاديث وحكم علوية،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

قال الله تعالى: {يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا 85 ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا 86}

صفحة 85 - الجزء 1

  فمن أراد أن يكون من وفد الله فلينظر ما عنده لله ولا يغالط نفسه بالأماني الكاذبة والوعود الخادعة فطريق الله التي حفت بالمكاره واحدة، وطرق الباطل المحفوفة بالشهوات متعددة.

  نعم، من لم يكن من وفد الله فهو من أهل قوله: {وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا ٨٦}⁣[مريم]، يساق أعداء الله المجرمون إلى جهنم سوقاً تسوقهم الملائكة بلا رحمة ولا شفقة، تتفتت كبودهم من شدة العطش وقد خولطوا من شدة الخوف، يدعون بالويل والثبور حيث لا إقالة لعثراتهم ولا غفراناً لزلاتهم، ومما يزيد في عذابهم أن الله يريهم أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار؛ لأنهم كانوا لا يرعون لله حرمة فلا يغضبون لخالقهم ولا يشكرون رازقهم وكانوا يسعدون بقهر المستضعفين ويتلذذون بأذية أولياء الله المتقين، ديدنهم التزكية لأنفسهم وإلصاق التهم في المؤمنين، فلما عاينوا جهنم انقطعت الحيل وضلت السبل وعلموا أنها مصيرهم، لهم في كل وقت قادم جديد من العذاب، نعوذ برحمة الله من غضبه وبعفوه من عذابه إنه أرحم الراحمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين.