شرح وبيان لآيات وأحاديث وحكم علوية،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[أفضل الأعمال]

صفحة 91 - الجزء 1

  فتجيبني بالعلم؟ قال: «ويحك إن مع العلم ينفعك كثير العمل وقليله، ومع الجهل لا ينفعك كثير العمل ولا قليله»:

  هذا دليل واضح أنه لا بد على المكلف من طلب العلم ليعرف الله أولاً فالجاهل بالله يكون عمله غير مقبول، ولا بد أن يكون بما كلفه الله به عارفاً من صلاته وصومه وبقية الواجبات، فأول ما يجب على البالغ العاقل ويتحتم أن يعلم ويعتقد أن الله واحد أحد لا يشبه شيئاً من مخلوقاته، وأنه لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير، وأنه قادر على جميع المقدورات لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء وأنه خلق السماوات والأرض في ستة أيام؛ لحكمة بالغة يعلمها وإلا فخلقها في وقت واحد قصير وخلقها في آلاف السنين عنده جلت قدرته سواء، وكذلك خلقه للنملة كخلقه للنخلة سواء كما قال أمير المؤمنين. وكذلك خلقه للنخلة وخلقه للسماوات سواء؛ لأنه سبحانه لا يحتاج إلى آلات في خلقه للأشياء مثل المخلوقين؛ لأن قدرة المخلوقين محدودة وقدرة الله سبحانه وتعالى غير محدودة، قال تعالى: {مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ}⁣[لقمان: ٢٨]، وحكى لنا قدرته على خراب الدنيا بما فيها يوم القيامة بقوله تعالى: {وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً ١٤}⁣[الحاقة]، وبقوله تعالى حكى لنا قدرته على تفتيت الجبال وتفجيرها: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا ١٠٥ فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا ١٠٦ لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا ١٠٧}⁣[طه].