شرح وبيان لآيات وأحاديث وحكم علوية،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[أفضل الأعمال]

صفحة 92 - الجزء 1

  فهو القادر على جميع المقدورات في وقت واحد وصغيرها مثل كبيرها لا يقع عليه مشقة في كبيرها ولا عدم المشقة في صغيرها فالكبير من المقدورات والصغير على حد عنده سواء؛ لأنه خلق الأشياء من العدم، {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ٨٢}⁣[يس]، فعبر سبحانه بقدرته على جميع الأشياء بهذه الآية الكريمة.

  انظر كيف خلق الحيوانات أصنافاً مختلفة، وألواناً متفاوتة، انظر فيما يؤكل من الحيوان تختلف في صورها وأشكالها وألوانها وفي منافع لحومها وألبانها وصوفها ووبرها وجلودها، وكذلك أصواتها، وذللها للأطفال من بني آدم يقودها ويسوقها الصغير والكبير، فجميع الفوارق تدل على خالق قدير حكيم، وعلى رب بكل شيء عليم، يعلم ما خلق في وقت واحد لا يخرج عن علمه شيء في لحظة من اللحظات ولا وقت من الأوقات، هو الذي يجري دماءها في عروقها ويشغِّل نبضات قلوبها وحركات عيونها وفتح وإغلاق جفونها، وكذلك مدها وقبضها لمفاصلها، ويتولى سبحانه وتعالى تفريق المصالح من أطعمتها وأشربتها إلى جميع أعضائها، وهو الذي يتولى بعنايته الربانية وقدرته الإلهية خلق صغارها من بدايتها إلى نهايتها، ويعلم كم تحتاج إليه من الغذاء في بداية تكوينها إلى إتمام خلقها، يقبض أنفسها في منامها لتستريح من متاعبها، ويردها في يقظتها، سبحانه من قادر عليم، وبارئ حكيم، نعرفها بأشكالها وأسمائها.