[صلاح ذات البين]
  أنت تلقيت الحديث بالقبول وصبرت فزت بالحظين معاً السلامةُ بموجب الصلح من الشواغل القلبية والفوزُ بالثواب الجزيل الذي يعطيه الله مَنْ صالح وأصلح ويزيده الله أكثر مما يعطي أهل النوافل من صيام وصلاة.
  انظر بالله عليك في عظيم ذنب الفرقة، والحالقة المبيرة هي التفرقة، فلا يبقى مع الفرقة حسنة ولا ثواب ولا نور ولا هداية؛ لأنه يحصل من قطيعة الأرحام الاستحقاق للنار، يحصل التقاطع والتدابر وظن السوء والغيبة والنميمة وشحن قلوب الآخرين بالعداوة لمن بينك وبينه خلاف، ويحصل الفرح والشماتة بكل واحد من المتخالفين، ويحصل التنابز بالألقاب، ويحصل بسبب ذلك عند كثير من الناس منع أولادهم من الحضور إلى مدارس العلم؛ لأن فيها أشخاصاً ممن يبغضهم.
  نعم، لما كانت العداوة والفرقة من أَنْفَس سلع إبليس لعنه الله فإنك ترى في مجتمعك من يسهر الليل ويضبح في النهار بسبب خصمه، ويترك الحضور إلى المسجد ويخسر الجماعات وفضلها وكل ذلك بسبب التفرقة، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
  نعم، ومن هذا حاله وإن كان من أهل العلم فإنه لا يشمله اسم الفائزين ألا تسمع لقول رسول الله ÷: «الناس كلهم هلكى إلا العالمون» وقد علمت بهذا الحديث وغيره «والعالمون كلهم هلكى إلا العاملون» ولم تعمل بما تضمنه هذا الحديث