شرح وبيان لآيات وأحاديث وحكم علوية،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[صلاح ذات البين]

صفحة 97 - الجزء 1

[صلاح ذات البين]

  

  قال رسول الله ÷: «صلاح ذات البين أفضل عند الله من عامة الصلاة والصيام، والحالقة المبيرة هي التفرقة، ولا أقول حالقة للشعر ولكن حالقة للدين»:

  كم تكرر هذا الحديث على الألسن من الخطباء والمصلحين بين الناس ولا أحد يسمعه إلا ويقول: صدق رسول الله ÷، قول باللسان فقط! أما التطبيق فقَلّ من يرتدع عند سماعه أو يعمل بموجبه.

  فلا أدري ما هو السبب حتى أنك تنصح أشخاصاً من أهل الدين وتحدثهم بهذا الحديث فلا تجد لكلامك سماعاً بل تلقى العكس من ذلك، وأنا أعتقد أن الفرقة والخلاف من سلع إبليس النفيسة ولها نضائر في دكانه لعنه الله، من ذلك النصب والعداوة لآل محمد، ومن ذلك التقصير في حقوق الوالدين، ومن ذلك عدم الطاعة من المرأة لزوجها في كل الأمور، ونحو ذلك من الذنوب الذباحة للدين، التي لا يبقى معها نور في القلوب ولا هداية.

  انظر أيها المؤمن بعين قلبك في هذا الحديث وأمعن فيه النظر كيف جزاء العامل بموجبه، وكم أعطى الله من الفضل لمن طبقه.

  «أفضل من عامة الصلاة والصيام» ركعتان أو أربع ركعات على المكلف ثقيلة إلا عند القليل، وكذلك صيام يوم واحد نفلاً كذلك ثقيل فما بالك بشيء هو أفضل من عامة الصلاة والصيام إن