الثاني: اسم الفعل الموازن لفعال كحذار
  وقال الآخر:
  ٣٥ - * تراكها من إبل تراكها*
والكسرة والياء مما يخص به المؤنث كقولك: أنت تذهبين ونحوه» اه. كلامه.
ومثل هذا الشاهد مما لم يذكره المؤلف قول رؤبة بن العجاج:
* نظار كي أركبها نظار*
وقول جرير بن عطية:
نعاء أبا ليلى لكلّ طمرّة ... وجرداء مثل القوس سمح حجولها
وقال الآخر:
مناعها من إبل مناعها ... أما ترى الموت لدى أرباعها
٣٥ - هذا بيت من الرجز المشطور، وهو من شواهد سيبويه (ج ١ ص ١٢٣ - وج ٢ ص ٣٨) ولم ينسبه ولا نسبه الأعلم، وبعده قوله:
* أما ترى الموت لدى أوراكها*
الإعراب: «تراكها» تراك: اسم فعل أمر بمعنى اترك، مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، والضمير البارز المتصل مفعول به مبني على السكون في محل نصب، «من إبل» جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من المفعول به، «تراكها» تراك: اسم فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، والضمير البارز مفعول به، والجملة مؤكدة للجملة السابقة، «أما» أداة استفتاح «ترى» فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، «الموت» مفعول به لترى، «لدى» ظرف مكان متعلق بترى، أو بمحذوف حال من الموت، ولدى مضاف وأوراك من «أوراكها» مضاف إليه، وأوراك مضاف وضمير الغائبة العائد إلى الإبل مضاف إليه، مبني على السكون في محل جر.
الشّاهد فيه: قوله «تراكها» في الموضعين، حيث اشتق من مصدر الفعل الثلاثي الذي هو «ترك يترك» اسما على زنة فعال - بفتح الفاء والعين - واستعمله بمعنى فعل الأمر وبناه على الكسر، قال الأعلم: «الشاهد فيه: وضع تراكها موضع اتركها وهو اسم لفعل الأمر، ووجب له البناء على الكسر، لأنه مبني، وكان حقه السكون، وكسر لالتقاء الساكنين، وخص بالكسر لأنه مؤنث والكسر يختص به المؤنث» اه. كلامه.
ومثل هذا - غير ما قدمناه مع شرح الشاهد السابق - قولهم للضبع «دباب» بدال مهملة مفتوحة بعدها باء موحدة - أي دبى، وكذا قول الشاعر: