للعرب في هذه الأسماء ونحوها ثلاث لغات
  والثالثة: لجمهورهم، وهي التفصيل بين أن يكون مختوما بالراء فيبنى على الكسر، أو غير مختوم بها فيمنع الصرف، ومثال المختوم بالراء «سفار» بالسين المهملة والفاء اسم لماء، و «حضار» بالحاء المهملة والضاد المعجمة اسم لكوكب، و «وبار» بالباء الموحدة اسم لقبيلة، و «ظفار» بالظاء المعجمة والفاء اسم لبلدة، قال الشاعر أنشده سيبويه:
  ٣٩ - متى تردن يوما سفار تجد بها ... أديهم يرمي المستجيز المعوّرا
الإعراب: «إذا» ظرف للزمان المستقبل خافض لشرطه منصوب بجوابه، «قالت» قال: فعل ماض، والتاء للتأنيث، «حذام» فاعل قالت، مبني على الكسر في محل رفع، والجملة من الفعل والفاعل في محل جر بإضافة إذا إليها، «فصدقوها» الفاء واقعة في جواب إذا، وما بعدها فعل أمر مبني على حذف النون، وواو الجماعة فاعل، وضمير الغائبة العائد إلى حذام مفعول به، والجملة لا محل لها من الإعراب جواب إذا، «فإن» الفاء تعليلية، إن: حرف توكيد ونصب، «القول» اسم إن «ما» اسم موصول: خبر إن، مبني على السكون في محل رفع، «قالت» قال: فعل ماض، والتاء علامة التأنيث، «حذام» فاعل قالت، مبني على الكسر في محل رفع، والجملة من الفعل والفاعل لا محل لها صلة الموصول، والعائد محذوف، وتقدير الكلام: فإن القول الذي قالته حذام.
الشّاهد فيه: قوله «حذام» في الموضعين؛ فإن الرواية فيه بكسر آخره، وهو فاعل في الموضعين؛ فدل ذلك على أنه مبني على الكسر؛ إذ لو كان معربا للزم أن يرتفع بالفاعلية ظاهرا، فلما لم يرتفع لفظا علمنا أنه مرفوع المحل، وهذا هو البناء، ونظير هذا البيت قول النابغة:
أتاركة تدلّلها قطام؟ ... رضينا بالتّحية والسّلام
فقد جاء بقوله «قطام» مكسورا مع أنه في موضع الرفع لأنه مبتدأ تقدم خبره وإما فاعل بتاركة سد مسد خبره.
ونظيره قول الحماسي:
أبيت اللّعن إن سكاب علق ... نفيس لا يعار ولا يباع
فقد جاء بقوله «سكاب» مكسورا مع أنه في موضع النصب لأنه اسم إن، وسكاب: علم على فرس معين كما قاله المؤلف.
٣٩ - هذا بيت من الطويل وهو للفرزدق، وقد بحثت عنه في كتاب سيبويه لقول المؤلف إنه أنشده، ولكني لم أجده، مع أنني رأيت كلامه على هذه المسألة وعلى كلمة «سفار» بذاتها، وقد