شرح شذور الذهب،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

يجوز في المنادى أن يفتح فتحة إتباع بشروط

صفحة 162 - الجزء 1

  ومثال ما بني منها على الكسر «أمس» وقد مضى شرحه⁣(⁣١) وإنما ذكرته هناك لشبهه بمسألة حذام في اختلاف الحجازيين والتميميين فيه، وإنما [كان] حقه أن يذكر هنا خاصة؛ لأنه كلمة بعينها، وليس فردا داخلا تحت قاعدة كلية.


وهذا البيت هو الشاهد (رقم ١١٠) الذي يأتي في باب المفعول لأجله، ومن هذه القصيدة أيضا قوله:

أما والّذي أبكى وأضحك، والّذي ... أمات وأحيا، والّذي أمره الأمر

لقد تركتني أحسد الوحش أن أرى ... أليفين منها لا يروعهما النّفر

فيا هجر ليلى قد بلغت بي المدى ... وزدت على ما لم يكن بلغ الهجر

ويا حبّها زدني جوى كلّ ليلة ... ويا سلوة الأيّام موعدك الحشر

اللّغة: «ذات الخال» اسم مكان، ومثله «ذات الجزع» وقوله «آياتها سطر» أي: علاماتها دارسة غير ظاهرة لم يبق منها إلا ما يشبه السطر الذي ينمقه الكاتب، وشعراء هذيل الذين منهم أبو صخر صاحب هذا الشاهد كثيرا ما يشبهون آثار الديار بالكتابة، ومن ذلك قول أبي ذؤيب الهذلي في مطلع قصيدة:

عرفت الدّيار كرقم الدّوا ... ة يزبرها الكاتب الحميري

الإعراب: «لسلمى» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم، «بذات» جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من دار الآتي أو من ضميره المستتر في خبره، وذات مضاف، و «الخال» مضاف إليه، «دار» مبتدأ مؤخر، «عرفتها» فعل وفاعل ومفعول به، والجملة في محل رفع صفة لدار، «وأخرى» الواو عاطفة، أخرى: معطوفة على دار، أو مبتدأ أول، «بذات» جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة لأخرى، وذات مضاف و «الجزع» مضاف إليه، «آياتها» آيات: مبتدأ، وهو مضاف والضمير مضاف إليه، «سطر» خبر المبتدأ الذي هو آيات، والجملة من المبتدأ وخبره في محل رفع صفة ثانية لأخرى، أو خبر عنها إن جعلتها مبتدأ، «كأنهما» كأن: حرف تشبيه ونصب، والضمير العائد إلى الدارين اسمه، «ملآن» جار ومجرور، وأصله من الآن، والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر كأن، «لم» نافية جازمة، «يتغيرا» فعل مضارع مجزوم بلم، وعلامة جزمه حذف النون، وألف الاثنين فاعله، والجملة في محل رفع خبر ثان لكائن، «وقد» الواو للحال، قد: حرف تحقيق، «مر» فعل ماض، «للدارين» جار ومجرور متعلق بمر، «من بعدنا» الجار والمجرور متعلق بمر أيضا، وبعد


(١) انظر ص ١٣٣، وما بعدها.