شرح شذور الذهب،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

الموصولات العامة

صفحة 179 - الجزء 1

  أي: من الذي قالها، وهذا الشرط خالف فيه الكوفيون؛ فلم يشترطوه، واستدلوا بقوله:

  ٦٩ - * نجوت وهذا تحملين طليق*


الاستفهامية، وجاء لهذا الاسم الموصول بصلة هي جملة «قالها» وعائد هو الضمير المستتر في قال، على ما بيناه في الإعراب.

٦٩ - هذا عجز بيت من الطويل، وصدره قوله:

* عدس ما لعبّاد عليك إمارة*

وهذا البيت من كلمة ليزيد بن مفرغ الحميري، يقولها بعد أن خرج من سجن عبيد الله بن زياد والي سجستان في عهد معاوية بن أبي سفيان، وقد أنشد المؤلف هذا الشاهد الذي هو عجز البيت في كتابه أوضح المسالك في باب الموصول (رقم ٥٥). وأنشد صدره في باب أسماء الأفعال والأصوات منه، وأنشد البيت كله في كتابه قطر الندى (رقم ٣٣).

اللّغة: «عدس» اسم صوت يزجر به الفرس، «عباد» هو عباد بن زياد، «نجوت» يروى في مكانه «أمنت» أي صرت في مكان تأمنين فيه.

الإعراب: «عدس» اسم صوت، مبني على السكون لا محل له من الإعراب، «ما» نافية، «لعباد» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم، «عليك» جار ومجرور متعلق بقوله إمارة، أو بمحذوف حال منه، أو بما تعلق به الجار والمجرور السابق، «إمارة» مبتدأ مؤخر، «أمنت» فعل وفاعل، «وهذا» الواو واو الحال، هذا: اسم موصول بمعنى الذي مبتدأ، «تحملين» فعل مضارع، مرفوع بثبوت النون، وياء المخاطبة فاعله، والجملة لا محل لها صلة الموصول، والعائد ضمير منصوب بتحملين محذوف، والتقدير تحملينه، «طليق» خبر المبتدأ الذي هو الاسم الموصول، وجملة المبتدأ وخبره في محل نصب، وهذا الإعراب هو إعراب الكوفيين للبيت، وستعرف ما في هذا الإعراب.

الشّاهد فيه: قوله «هذا تحملين طليق» فإن الكوفيين زعموا: أن «هذا» اسم موصول والجملة بعده صلة، والعائد إليه محذوف، على نحو ما ذكره المؤلف وقررناه في إعراب البيت.

ولم يرتض البصريون ذلك، وذهبوا إلى أن «هذا» اسم إشارة مبتدأ، و «طليق» خبره، وجملة «تحملين» في محل نصب حال من الضمير المستتر في الخبر العائد إلى المبتدأ، وتقدير الكلام: وهذا طليق (هو) حال كونه محمولا لك.

ومن هنا يظهر لك أن الكوفيين لا يشترطون لاعتبار «ذا» اسما موصولا تقدم ما أو من الاستفهاميتين، ولا خلوه من حرف التنبيه، وأما البصريون فإنهم يشترطون ذلك كله.