الموصولات العامة
  رَبُّكُمْ}[النحل، الآيتان: ٢٤ - ٣٠] أي: ما الذي أنزل ربكم؟ أو «من» الاستفهامية، نحو: «من ذا لقيت؟» وقول الشاعر:
  ٦٨ - وقصيدة تأتي الملوك غريبة ... قد قلتها ليقال من ذا قالها؟
٦٨ - هذا بيت من الكامل من كلام أبي بصير الأعشى ميمون بن جندل، صناجة العرب في الجاهلية، وأسيرهم شعرا، من قصيدة مطلعها:
رحلت سميّة غدوة أجمالها ... غضبى عليك، فما تقول بدالها؟
ورواية صدر الشاهد في ديوانه (ص ٢٣ طبع فيينا ١٩٣٧) هكذا:
* وغريبة تأتي الملوك حكيمة*
وقد أنشد المؤلف هذا الشاهد كما أنشده هنا في قطر الندى (رقم ٢٢).
اللّغة: «قصيدة» هي في الأصل فعلية من القصد بمعنى مفعولة، وهي في اصطلاح علماء العروض عبارة عن جملة من الأبيات أقلها سبعة - وقيل عشرة - سميت بذلك لأن قائلها يقصدها بالتجويد والإتقان، «غريبة» يريد أنها نادرة منقطعة النظير.
المعنى: إن كثيرا من القصائد النادرة المثال قد صنعته صناعة عجيبة، وأحكمت صنعته، فيقول من تقرع أبياتها سمعه: من قائل هذا الشعر البديع؟!
الإعراب: «وقصيدة» الواو واو رب، قصيدة: مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد، «تأتي» فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي يعود على قصيدة «الملوك» مفعول به لتأتي، والجملة من الفعل وفاعله ومفعوله في محل رفع صفة لقصيدة، باعتبار محله لأنه مبتدأ، أو في محل جر صفة له باعتبار اللفظ، «غريبة» صفة أيضا لقصيدة فهي مرفوعة أو مجرورة، «قد» حرف تحقيق، «قلتها» فعل وفاعل ومفعول به، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ، «ليقال» اللام لام التعليل، يقال: فعل مضارع مبني للمجهول منصوب بأن مضمرة جوازا بعد اللام، «من» اسم استفهام مبتدأ، مبني على السكون في محل رفع، «ذا» اسم موصول بمعنى الذي خبر المبتدأ مبني على السكون في محل رفع، «قالها» قال: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ذا، والضمير المتصل البارز مفعول به مبني على السكون في محل نصب، والجملة من الفعل والفاعل والمفعول لا محل لها صلة الموصول، والجملة من المبتدأ والخبر في محل رفع نائب فاعل يقال، أي أن هذه الجملة هي مقول القول.
الشّاهد فيه: قوله «من ذا قالها» فإنه استعمل «ذا» اسما موصولا بمعنى الذي، بعد «من»