يجب حذف أل من المنادى ومن المضاف
  وأما مسألتا الحذف فإحداهما: أن يكون الاسم منادى؛ فتقول في نداء الغلام والرجل والإنسان: يا غلام، ويا رجل، ويا إنسان، ويستثنى من ذلك أمران: أحدهما: اسم الله تعالى(١)؛ فيجوز أن تقول: يا ألله، فتجمع بين «يا» والألف واللام، ولك قطع ألف اسم الله تعالى وحذفها، والثاني: الجملة المسمى بها؛ فلو سميت بقولك «المنطلق زيد» ثم ناديته قلت: يا المنطلق زيد.
  الثانية: أن يكون الاسم مضافا، كقولك في الغلام والدار: غلامي، وداري، ولا تقل: الغلامي، ولا الداري، فتجمع بين أل والإضافة، ويستثنى من ذلك مسألتان؛ إحداهما: أن يكون المضاف صفة معربة بالحروف؛ فيجوز حينئذ اجتماع أل والإضافة، وذلك نحو «الضّاربا زيد» و «الضّاربو زيد»(٢)، والثانية: أن يكون
حرف تنبيه، ذان: اسم إشارة نعت لأيّ، مبني على الألف في محل رفع، وقيل مرفوع بالألف نيابة عن الضمة لأنه ملحق بالمثنى، «كلا» فعل أمر مبني على حذف النون وألف الاثنين فاعله، مبني على السكون في محل رفع، «زاديكما» زادي: مفعول به منصوب بالياء نيابة عن الفتحة لأنه مثنى، والكاف ضمير المخاطب مضاف إليه مبني على الضم في محل جر، والميم حرف عماد، والألف حرف دالّ على تثنية المخاطب، «ودعاني» الواو عاطفة، دعا: فعل أمر مبني على حذف النون، وألف الاثنين فاعل، والنون للوقاية، والياء مفعول به «واغلا» حال من المفعول به، وهو ياء المتكلم، «فيمن» في: حرف جر، من: اسم موصول مبني على السكون في محل جر بفي، والجار والمجرور متعلق بمحذوف صفة لواغل، «يغل» فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على الاسم الموصول، والجملة لا محل لها صلة الموصول.
الشّاهد فيه: قوله «أيهذان» حيث نعت «أي» باسم الإشارة الذي للمثنى، وهو قوله «ذان»، ولم ينعت اسم الإشارة باسم محلى بالألف واللام، وذلك قليل.
(١) الأكثر في نداء اسم الله تعالى أن تحذف حرف النداء، وتعوض منه ميما مشددة في آخر الاسم؛ فتقول: اللهم؛ وربما جمع بين الميم المشددة وحرف النداء، وهذا خاص بالشعر، ومنه قول الراجز:
إنّي إذا ما حدث ألمّا ... أقول: يا اللهمّ، يا اللهمّا
(٢) ومن ذلك قول عنترة بن شداد:
ولقد خشيت بأن أموت ولم تدر ... للحرب دائرة على ابني ضمضم
الشاتمي عرضي ولم أشتمهما ... والنّاذرين إذا لم ألقهما دمي =